مظاهر الاحتفال بعيد الحب 2022 في السعودية … في المملكة السعودية، يتنافس صاحب السمو الأمير كما المواطن في نظم القصائد، ونشر الدواوين التي تتغزل بالحب، وتناجي الحبيب، بل في نفس البلاد، تشن جمعية الشأن بالمعروف والنهي عن المنكر حربا ضروسا ضد كل ما لونه أحمر… ورد أحمر، قميص أحمر، قبعة حمراء، بل حتى المركبات الحمراء يحبذ أصحابها حظرها في ذلك اليوم عن أبصار المحتسبين.

مظاهر الاحتفال بعيد الحب 2022 في السعودية

فهل يعادي السعوديون الحب واقعا بينما يأملون أن يصيبهم بسهامه في قصائدهم الشعرية التي تقطر صبابة؟ وهل سيأتي يوم يساهم فيه السعوديون العالم في الاحتفال بعيد الحب؟ أم أن الاضطراب سيتواصل يتحكم في العلاقة بين المطالبين بالاحتفال بعيد الحب، والمناهضين له؟

جمعة الحب

يحل عيد الحب هذه السنة يوم جمعة، اليوم الديني للمسلمين، واليوم الذي يستكمل فيه الملايين بيان الجمعة من مكة، ولا يعلم إذا كان الخطيب سيتطرق فيها للحب في الإسلام، لكن الأكيد أن هيئة الأمر بالمعروف لا تنظر بعين الرضا لذلك العيد الدولي.

ففي كل سنة، وقبيل إجابات عيد الحب يمنع على أصحاب المطاعم تخصيص عروض للاحتفال بذاك العيد، وتنوه أصحاب المتاجر من توضيح أية شحنة لونها أحمر، أو أي منتج يرمز للاحتفال بعيد الحب، بما فيها الورود الحمراء.

 

بل في العام الماضية استثنيت الورود الحمراء من مطاردة جمعية الأمر بالمعروف، حيث أصدر رئيسها في منطقة مكة الشيخ جابر الحكمي تعليماته بعدم استهداف الورود الحمراء التي تعرض في الدكاكين، أو يحملها المواطنون، وهو الأمر التنظيمي الذي أيده الشيخ علي محمد الحيان رئيس المنفعة بمحافظة جدة حسب إفادات صحافية صرح فيها إن المنع سيطال باقي رموز الاحتفال دون المساس بالورود الحمراء.

وقد كان الشيخ عبد العزيز المطلق وهو داعية وعضو اللجنة المستدامة للإفتاء في المملكة السعودية، قد أفتى بعدم جواز الاحتفال بعيد غير المسلمين، واعتبر أن المسلم هو من يحب “كل الوقت”، مؤكدا أن الحب من مناسك العبادة وفقا إلى المحادثة النبوي “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.

مقطع مرئي فتوى الشيخ عبد العزيز المطلق:

​​
لكن خالد إبراهيم مساعد مدير مقر الخليج لحقوق وكرامة البشر يشاهد أن تجريم الاحتفال بعيد الحب في السعودية هو إعتداء لحق من حقوق وكرامة البشر حيث يقول في حديث لموضع “قناة الحرة”: “حرية إبداء الرأي وحرية التجمع من حقوق وكرامة البشر التي يجب أن يستمتع بها المدني السعودي بدوره وعلى أكمل وجه وألا ينهي انتهاكها من قبل السلطات”.

ويضيف “الناس أحرار في عمل ما يتصورون أنه يبعث السعادة في نفوسهم، وفي إطار حواجز القوانين التي يجب أن تكون غير تعسفية ولا تصادر الحريات العامة للمواطنين”.

ممنهجة الأمر بالحب..

يرى فائق منيف مؤلف كتاب “العاطلون عن الحب ينامون قبل أوانه” أن القبضة الحديدية لهيئة الموضوع بالمعروف بدأت تتقلص، وأن المنفعة بدأت تعي وجوب التأقلم مع واقع العالم.

ويقول منيف في حديث لموقع “قناة الحرة”: “لقد أحسوا بدورهم بتغير المجتمع فأصبحوا يتجنبون ما فيه خلاف فقهي أو مجتمعي لذلك أتصور أن الاحتفال حالا بعيد الحب أمسى أكثر وضوحا وظهورا مما كان فوق منه من قبل”.

وعبر منيف عن أمله في أن تبدل الإدارة الدينية بشكل جذري أسلوبها في التعاطي مع الاحتفال بعيد الحب، حيث يقول “حاليا المصلحة لها رئيس حديث وتقوم ببعث محتسبيها إلى الخارج وتشجعهم على دراسة الإنكليزية وهو الذي سيساعد في انفتاحهم على العالم على نحو جيد وسيساعد في الإتخاذ بالاستدلال بالعقل والنقل بمقابل الإنتهاج بالتشدد من باب إغلاق الذرائع”.

ودعا منيف الهيئة ورموز التيار السلفي في المملكة العربية السعودية إلى تحويل الكلام الديني، وشرح قائلا “لا أقصد تغيير الدين وإنما تحويل الخطبة وأن تكون هنالك نظرة متصالحة مع الواقع ومستمدة من سماحة الإسلام”.

وترى هناء الخمري وهي صحافية يمنية نشأت في السعودية وتسكن حاليا في السويد، أن مواقف وأيدلوجيا الشرطة الدينية لا تمثل بالضرورة مواقف الشعب السعودي، وتقول في حديثها لمكان “قناة الحرة”: “التنافي الصارخ يندرج في أنه بصرف النظر عن كل الآليات المؤسساتية التي تحاول للفصل بين الجنسين، يعلم الجميع حتى أولئك الذين ساهموا في تكريس الفصل أنك لا تستطيع أن تبني سياجا في قلوب الناس وتمنعهم من الحب. فالسؤال الباقي هو لماذا يود من هم في السلطة في خلق مجتمع متناقض؟”.