متى يبدأ ثلث الليل الاخير … يمكن معرفة متى يبدأ وقت الثلث الأخير من الليل على يد دراية عدد ساعات الليل كاملة؛ إذ يبدأ الليل عند غروب الشمس وينتهي لدى بزوغ الصباح، وتتفاوت عدد أوقات الليل المظلمة من منطقة إلى أخرى على الأرض، فإذا افترضنا أنَّ الشمس تغرب لدى الساعة السابعة مثلًا، ويؤذن الصباح عند الساعة الخامسة، فإنَّ عدد أوقات الليل المظلمة في تلك الموقف هو عشر ساعات

ويتم تقسيم عدد ساعات الليل إلى ثلاثة أقسام، ويكون القسم الأخير منها هو الثلث الأخير من الليل؛ أي الثلاث ساعات الأخيرة، وفي الموقف السابقة يبدأ وقت الثلث الأخير من الليل لدى الساعة الواحدة وأربعين دقيقة

 

متى يبدأ ثلث الليل الاخير

ينتهي وقت الثلث الأخير من الليل لدى طلوع الغداة، فإذا طلع الغداة يكون قد دخل وقت دعاء الغداة وانتهى الثلث الأخير من الليل
ويُفضَّل عدم تأجيل قيام الليل إلى وقت الفجر، إذ يُستحسن أن يفصل وقتًا بين قيام الليل ودعاء الغداة؛ وذلك لقول رسول الله -عليه الصلاة والسلام- عن نبي الله داوود -عليه أفضل السلام-: (وأحبُّ الصلاةِ إلى اللهِ صلاةُ داودَ، كان ينام نصفَ الليلِ، ويقومُ ثُلُثَه، وينامُ سُدَسَه)

فضل الثلث الأخير من الليل

يعدُّ الثلث الأخير من الليل من أسمى الآونة وأعظمها، ففي هذا الوقت يهبط الله -عز وجل- إلى السماء الدنيا تدنيًا يليق بعظيم سلطانه، ويجب على المسلم التأكيد على أن يكون ممن يستغل هذا الوقت بالتضرع وبيَّن الرحمن؛ حتى يحفظه الله -عزَّ وجلَّ- ويكتبه من عباده السعداء في الدارين

 

وجدير بالذكر أنَّ ذاك الزمان من الليل لا يشهده سوى القليل من العباد الصادقين الذين يفوزون باستجابة دعائهم، وقبول توبتهم، وستر عيوبهم، إذ يقول رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: (يَنْزِلُ رَبُّنا -تَبارَكَ وتَعالَى- كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له؟ مَن يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَستَغْفِرُني فأغْفِرَ له؟)

 

أفضل الأعمال في الثلث الأخير من الليل

يحرص المؤمن بحيث يكون في ركب المؤمنين الذين يستيقظون في الثلث الأخير من الليل حتى يدعو الله -عز وجل- ويتعرَّض لنفحاته وفيما يجيء ذكرٌ لبعض الممارسات التي يمكن للمؤمن فعلها في هذا الزمن الهائل من الليل:
التضرع

عند إجابات الثلث الأخير من الليل يتدنى الله -عز وجل- إلى السماء الدنيا ويقول هل من داعي فأستجيب له؛ لهذا على المؤمن أن يستغل ذلك الدهر من الليل بالدعاء؛ سواءً بالتوفيق في التعليم بالمدرسة، أو المجهود، أو أي طلب يريدها في الدنيا أو الآخرة

 

وقد وردت الأدلة على فضل الصلاة في ذلك الزمان الذي يلزم اغتنامه؛ إذ إن التضرع فيه أقرب ما يكون للإجابة، لذلك يجدر بالمسلم الاستعانة بالله هلم والحرص على إنتفاع ذاك الزمن

قيام الليل

يجوز قيام الليل في أي وقت من الليل؛ سواءً أكان في أوله، أو في وسطه، أو في آخره، فعن أنس بن مالك -رضي الله سبحانه وتعالى عنه- أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام الليل تارة ليريح جسمه، وتارة أخرى يقومه، فلا يقومه كله، ولذا من باب التسهيل على المسلمين، فمتى ما تمَكّن المؤمن يجوز له قيام الليل

 

لا أنَّ أجدر وقت لقيام الليل هو في الثلث الأخير من الليل؛ ولذا لقول رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: (يَنْزِلُ رَبُّنا -تَبارَكَ وتَمرتفعَى- كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ).

 

وجدير بالذكر أنَّه لا يوجد عدد محدَّد لركعات قيام الليل، وتُصلّى ركعات قيام الليل مثنى مثنى، وتُختتم بركعة الوتر، ويلكن يُخصوصية أن يكون عددها كما صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واحدة من عشرة ركعة أو ثلاثة 10 ركعة.

الاستغفار

الاستغفار من أعظم العبادات التي يقوم بها المسلم وهو من الذكر والصلاة، فالاستغفار؛ يقصد إلتماس المغفرة من الله -عز وجل-، ومن الجدير بالذكر أنَّ الله عزَّ وجلَّ- قد أثنى على عباده المؤمنين الذين يقومون الليل يذكرونه ويستغفرون لذنوبهم، إذ يقول في كتابه الكريم: (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).

 

وفي الثلث الأخير من الليل ينزل الله -إيتي- إلى السماء الدنيا ويخاطب عباده هل من مستغفر ليغفر له، لذلك يجدر بالمسلم أن يرعي الحفاظ على الاستيقاظ والصلاة، وقراءة والقرآن، والاستغفار، وأوضح الله -سبحانه وتعالى- حتى يُكتب مع الذين يقومون الليل

 

ينبغي على المسلم أن يحرص على أن يكون من المؤمنين الذين يقومون الليل، وخصوصا الثلث الأخير من الليل، ففي ذاك الزمن ينخفض الله -سبحانه وتعالى- إلى السماء الدنيا ويسأل عباده هل من مستغفر أو سببٍ ليغفر له ذنوبه ويجيب دعواته، فهو وقت استجابة الصلاة والتوبة على العباد والمغفرة لذنوبهم.