3 ديسمبر ذوي الاعاقة 2022 … يحتسب اشتمال وجهة نظر الإعاقة إشتراطًا أساسيًا لمساندة حقوق وكرامة البشر والإنماء الدائمة وإحلال السكون والأمن. كما أنه من الأمور الأساسية لتحقيق هدف جدول ممارسات التنمية المستدامة 2030 بألا يتخلف واحد من عن الركب. والالتزام بإعمال حقوق الأفراد ذوي الإعاقة ليس موضوع عدالة وحسب؛ وإنما يجسد ايضاً استثمارا في المستقبل المشترك.

3 ديسمبر ذوي الاعاقة 2022

تعمل الحالة الحرجة العالمية لجائحة Covid 19 (كوفيد – 19) على تعميق أوجه التباين المتواجدة، مثلما أنها تكشف كذلك مجال الاستبعاد، وتسلط الضوء على لزوم المجهود على دمج رأي الإعاقة. وذوو الإعاقة — وعددهم زهاء مليار واحد — هم من أكثر الأشكال التي تتكبد من الاستقصاء في مجتمعنا، فضلا عن أنهم من بين أكثر الأشخاص تضررًا من تلك الحالة الحرجة الصحية من حيث الوفيات.

وحتى في ظل الأوضاع العادية، تقل احتمالية انتفاع الأشخاص ذوي الإعاقة بخدمات الاستظهار الصحية والتعليم والعمل والمشاركة بالمجتمع عن غيرهم. ولذا، فإن المبتغى هو وجود نهج متكامل لضمان شمول الأشخاص ذوي الإعاقة.

سيؤدي إدراج رأي الإعاقة إلى نشاطات أعم نفعا في يما يصتل بالتصدي لجائحة كوفيد – 19 والتعافي منها وبما يخدم الجميع على نحو أسمى، وتحييد الفيروس بصورة أكمل، فضلا على إعادة الإنشاء على باتجاه أجود. مثلما أن هذا سيُتيح أنظمة تستمتع بانصياع وقدرة أرقى على الاستجابة للمواقف المعقدة، وتحقيق أبعد الآمال.

ويحل احتفال ذاك العام باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة في نفس الأسبوع الذي يصادف فيه مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأفراد ذوي الإعاقة، الذي يُعقد في الأيام من 30 تشرين الثاني/نوفمبر ويومي 1 و3 ديسمبر/ديسمبر 2020، إذ يتزامن تم عقده أحداث خلال هذا الأسبوع مع انعقاد الدورة الثالثة 10 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الشخصيات ذوي الإعاقة.
لمحة تاريخية

أُعلن الاحتفال السنوي باليوم العالمي للشخصيات ذوي الإعاقة في عام 1992 بموجب قرار جمعية المساهمين العامة للأمم المتحدة رقم 47/3. ويُراد من ذاك اليوم تدعيم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ورفاههم في جميع ميادين المجتمعية والإنمائية، وإذكاء الدراية بحالة الشخصيات ذوي الإعاقة في جميع ناحية من جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

وتشييد على عقود وفيرة من عمل منظمة الأمم المتحدة في مجال العوق، دفعت اتفاقية حقوق الإشخاص ذوي الإعاقة — التي اعتمدت في عام 2006 — قدما بحقوق أولئك الأشخاص ورفاههم في ظل تأدية جدول مواعيد أفعال 2030 للتنمية المستدامة وغيره من إطر الأفعال الدولية، من مثل إطار عمل سنداي لإنقاص مجازفات الحوادث، وميثاق إدماج الشخصيات ذوي الإعاقة في المجهود الإنسااني، والمخطط الحضرية العصرية، وخطة عمل أديس أبابا بصدد توفير نفقات الإنماء .
استراتيجية منظمة الأمم المتحدة لإدماج وجهة نظر الإعاقة

أكد الأمين العام — عند تدشينه تخطيطية منظمة الأمم المتحدة لإدماج فكرة الإعاقة في يونيو/يونيه 2019 — على ضرورة أن تكون منظمة الأمم المتحدة هي العبرة التي يُحتذى بها، وعلى لزوم ترقية معايير المنظمة وأدائها في ما يتصل بإدماج رأي الإعاقة في جميع ركائز الشغل: ابتداء بالمقر الرئيس وانتهاء بالميدان.

وتتيح تخطيطية الأمم المتحدة لإدماج منظور الإعاقة الأساس اللازم لإحراز توفر مستدام وتحولي في ما يتصل بإدماج رأي الإعاقة بواسطة جميع ركائز عمل الأمم المتحدة. وتؤكد نظام الأمم المتحدة — عن طريق هذه الخطة المدروسة — الإعمال الكامل والتام لحقوق وكرامة البشر لجميع الشخصيات ذوي الإعاقة، وبما يتوافق مع حقيقة أن ذلك هو جزء لا يتجزأ من جميع حقوق الإنسان وحرياته الأساسية.

واعترافا بذلك الالتزام، قدم الأمين العام في أكتوبر/أكتوبر 2020، أول توثيق شامل عن الخطوات التي اتخذتها منظومة منظمة الأمم المتحدة لتعميم إدماج فكرة الإعاقة وتأدية التّخطيط منذ تدشينها.

 

ومع إنتعاش العالم من هذه الكارثة، ينبغي علينا ضمان اهتمام اهتمامات وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في عالم يتسم بالشمول، ويمنح تيسيرات الوصول، ويفي بمقومات الاستدامة عقب كوفيد-19. وغير ممكن تحري تلك البصيرة إلا على يد التشاور الناجع مع الشخصيات ذوي الإعاقة والمنظمات التي تمثلهم.