مقال عن التعصب الرياضي … باتت الرياضة بمختلف أشاكلها وأنواعها من الجهود الحيوية الذائعة في أكثرية الدول، والمجتمعات فالرياضة شيقة محببة للنفس الإنسانية، ولا تخلو جمهورية أو مجتمع منها، إلا أن إنها تحتل حيزا مهما من المواد الدراسية في المدارس، وهي هيئة خارجية من هيئات خارجية الرقي المجتمعي والحضاري، متى التزمت المجتمعات والشعوب بآدابها، ومن توابعها ولوازمها كثيرا ما التنافس الرياضي، والذي يأخذ طراز ماتشات محلية، أو قطرية، أو دولية، ولكن من الظواهر الهدامة المرافقة للتنافس الرياضي، ما يدري بالتعصب الرياضي، وهو تعصب مشجعي كل فرقة رياضية لفريقهم، سواء على مستوى القرية، أو المدينة، أو الدولة، أو على مستوى دول العالم، ويأخذ التعصب الرياضي أشكالا عدة تبدأ بالهتاف، والتصفيق، والتشجيع، وما يترتب على ذلك من إزدحام، وسرعان ما تتعدى الرياضة ذلك كله لتصل إلى الشتم، والشتائم، وتنتهي باشتباكات عنيفة تدع نتائج سيئة تصل إلى حاجز التشاجر، والاحتراب بين شخصيات المجتمع الشخص أو الدول.

 

ما هى اسباب التعصب الرياضي

إن الجهل، وعدم التثقف، وعدم التحلي بالروح الرياضية العالية، والتعصب العرقي المقيت، والأنانية، تكاد تكون على رأس مسببات التعصب الرياضي، ففرح كل مشجعي نادي بفوز فريقهم يعتبر أمرا مقبولا ومستساغا، بل أن يتطور الشأن إلى مظاهر مقيتة كالشتم، والسباب، واللطم، والتحشيد الطائفي والعرقي، كل هذه مفرزات سيئة، للتعصب الرياضي، تطلع التنافس الرياضي، عن روحه الرياضية السمحة المشروعة، تلك الروح التي تجعل من التعصب للهدف الجيد والإنجاز الفاخر للهدف هدفا لها، فواجب أصحاب الفرق الرياضية، زيادة وعي مشجعيهم بأخلاق التنافس الرياضي، والروح الرياضية العالية.

اقراء ايضا : تفاصيل سحب قرعة كأس الملك في الرياض 2021 /2022

نتائج التعصب الرياضي

من نتائج التعصب الرياضي انقلاب أفراح اللعب، والتنافس، إلى مآس، وجوائح تتقطع بصحبتها المودات، وتكثر من خلالها العداوات، فتمتد الأيدي نحو بعضها، وتتعارك الألسن، وتنثر البغضاء بذورها الخبيثة، وقد سمعنا بمباريات جلبت الويلات لأصحابها، ووقعت برفقتها المجني عليهم، واستلمت عائلة المشافي المصابين؛ نتيجة عراك، أو تزاحم، طوال التشجيع، وقد سمعنا أيضاً بدول شقيقة، ازدادت جر دخان العداوة بينها بسبب التعصب اللاعب، الذي كان يمكن تجنبه بالوعي، والتثقيف الإعلامي، عبر وسائل الإعلام المختلفة، فكل هذه هيئات خارجية لا تمت للروح الرياضية العالية الرفيعة بصلة، وتبعد الرياضة أصلا عن هدفها الحقيقي، وكلما كان الفريقان الرياضيان ومشجعوهما على درجة من الدراية بأخلاقيات التنافس الرياضي فإن الرياضة تكون أكثر متعة وأكثر جمالا، تتوثق بها العرى، ويقوى نسيج الترابط الاجتماعي والوئام، فتكون الرياضة محطة للتلاقي والتعارف، أكثر منها محطة للتنافس والكفاح والتعصب.

التعصب الرياضي ظاهرة سلبية للتنافس الرياضي، الذي ينبغي أن تبدو فيه روح المودة والوئام، ورفع الروح الرياضية عاليا في أبهى صورها، وتمتد من خلالها جسور التعارف، وترتفع راية الوئام، والتثقيف بين الأندية الرياضية، وعبر وسائل الإعلام المختلفة، وفي المساجد، والمدارس، ما يمكن به دواء و دواء هذه الظاهرة الهدامة، التي تطلع الرياضة عن مقصدها السامي.