طلب العبد حاجته من الله تعالى يسمى … هو عنوان ذلك المقال، وإنَّ من رحمةِ الله -عزَّ وجلَّ- وكرمه أن جعل طلبَ الاحتياجِ منه عبادةً يؤجرُ المسلمُ فوق منها، فما اسمُ هذه العبادةِ؟ وما هي أحكامها؟ وما الدلائل القانونيةِ على هذا؟ وماذا يسمى مناشدة ازالة المكروبِ ورفعه؟ كلُّ تلك الأسئلة سوف يجد القارئ الإجابة عليها في هذا النص.

 

طلب العبد حاجته من الله تعالى يسمى

إنَّ مناشدةَ العبدِ حاجتهُ من اللهِ تَعالى يُسمَّى بالاصطلاحِ الشرعيِّ بصلاةِ الشأن، والدعاءُ يحتسبُّ عبادةً للهِ -عزَّ وجلَّ- وقد جاء ذكره في قول اللهِ تَعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ* وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}

 

أحكام دعاء المسألة

إنَّ في دعاء المسألةِ تفاصيلٌ غفيرة، وفي تلك البندِ من موضوع دعوة العبد حاجته من الله سبحانه وتعالى يطلق عليه، سوف يتمُّ خطبةُ تلك التفاصيل، وبينما يصدر

 

طلب العبد حاجته التي يقر عليها المخلوق من المخلوقين

يجوزُ للمسلمِ إلتماسَ الاحتياجِ من مخلوقٍ مثلِه، شريطة أن يكونَ ذاك المخلوقُ قادرٌ على تلبيةِ تلك الاحتياجِ، وأن يكونَ أيضا على قيدِ الحياةِ، كأن يطلبَ منهُ أن يسقيهِ الماءَ، وإنَّ مثلَ ذاكَ لا يعتبرُّ من الشركِ، وما يدلُّ على جوازِ ذلك قول رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: “منِ استعاذَكم باللهِ فأعيذوه، ومن سألكمْ باللهِ فأعطوهُ ومن دعاكمْ فأجيبوهُ ومن أتى إليكم معلومًا فكافِئوه فإن لم تجدوا فادعوا لهُ حتى تعلموا أن قد كافأتموهُ”

 

طلب العبد حاجته التي لا يقدر عليها الا الله من المخلوقين

لا يجوزُ للمسلمِ أن يطلبَ من غيرِ الله -عزَّ زجلَّ- ما لا يقدر فوق منه إلَّا الله، ومن يفعل ذلك ولقد حدثَ في الشركِ، سواءْ أكانَ هذا المخلوقُ ميتًا أم حيًا، وسواء أكان متواجدًا أم غائبًا، قال: {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ، وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}

اقراء ايضا :دعاء ختم القران عند الشيعة مكتوب

طلب العبد من الله تعالى إزالة المكروب عنه يسمى

إنَّ دعوةَ العبدِ من اللهِ تَعالى إلغاءَ المكروبِ عنهُ يُسمَّى بالاصطلاحِ التشريعيِّ بالاستغاثة، وتشييدً على هذا يُمكن القولُ أنَّ الدعاءَ أعمُّ من الاستغاثةِ؛ إذ أنَّ الاستغاثةَ لا تكونُ إلَّا المكروبِ وحده بينما التضرعُ يكونُ من المكروبِ وغيرِ المكروبِ.