كيف عالج الاسلام مشكلة الغضب عند الانسان … دعت تعاليم الإسلام الحنيف المسلمَ الغاضبَ إلى الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؛ تخلّصاً من غضبه وهذا بأن يقول: “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم”،وقد دلّ على ذاك ما ثبت عن سليمان بن صرد -رضي الله سبحانه وتعالى عنه- قال: (اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ونَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ، وأَحَدُهُما يَسُبُّ صَاحِبَهُ، مُغْضَبًا قَدِ احْمَرَّ وجْهُهُ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً، لو قالَهَا لَذَهَبَ عنْه ما يَجِدُ، لو قالَ: أعُوذُ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ).

ودلّ على هذا من العمرّة قول رسول الله -صلّى الله فوقه وسلّم-: (اذا غضبَ الرجلُ فقال أعوذ باللهِ مسكنَ غضبهُ) وجدير بالذكر إلى حادثة قول الاستعاذة هنا لدى الحنق؛ وهذا لأنّ الغضب ما هو إلّا جمرة من الشيطان يُلقيها في فؤاد ابن آدم مُسبِّبة له فوران الدم حتى تجعله يتكلم بما لا يعلم.

أن يتوضأ الغاضب وضوءه للصلاة

تحفيزّ رسولُ الله -صلّى الله عليه وسلّم- الغاضبَ على التطهر للصلاة كوضوء الصلاة، ولذا لأمرين: أوّلهما إشغال النفس بأمر أجدد سوى الغضب، فقد يحتاج الغاضب خلال وضوئه حتّى يأتي بالماء، ويُقرِّبه إليه، ونحو هذا، وذلك من وضْعه أن يُخفف من شدِّة الحنق ويُبرِّده وثانيهما إخماد سخونة الغضب، إذ إنّ المستخدمين والأطراف تكون مرتفعة الحرارة فتبرد بالماء

اقراء ايضا : السور التي تقرأ في صلاة الجمعة

السكوت وعدم التكلم حتى يهدأ

حثّ رسولُ الله -صلّى الله أعلاه وسلّم- الغاضبَ على السكوت، والتوقف عن الكلام؛ وهذا حتى لا يكون الحنق سبباً في السقوط في المحظور وقد دلّ على هذا تصريحه -صلّى الله أعلاه وسلّم-: (إذا غَضِبَ واحد منُكم فلْيسكتْ).

تغيير الهيئة والحالة التي عليها الغاضب

أرشد رسولُ الله -صلّى الله أعلاه وسلّم- الغاضبَ إلى تغيير المنفعة التي يكون أعلاها حال غضبه، فإن أصابه الحنق حال قيامه فعليه أن يجلس، فإن لم يذهب عنه الغضب اضطجع، وايضا إن أصابه الحنق حال جلوسه فعليه أن يضطجع وقد دلّ على هذا قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا غضبَ أحدُكم وهو قائمٌ فلْيجلسْ، فإن ذهبَ عنه الغضبُ وإلاَّ فلْيَضْطَجِعْ)وجدير بالذكر إلى أنّ المبرر في أمْر رسول الله للغاضب بإجراء ذاك يقبع في أنّ الحركات التي يجريها الغاضب لتحويل ظاهره من شأنها أن تُشغل نفسه بأمر أجدد، فيخفّ عنه الغضب ويهدأ.،

تذكر الأجر العظيم لكتم الغضب واستشعار الخوف من الله

يجدر بالغاضب تذكّر الأجر العارم المُعدّ له إذا كتم غضبه، وسئمَكَ ذاته، ومن هذا تذَكُر إطراء الله -هلم- على مَن كظم غيظه وعفا سيطرّن أخطأ بحقهِّ قال -تعالى-: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)،وتذَكُر قول رسول الله الذي يُبيّن فيه أنّ القوي مَن يَملك زمام نفسه حال الغضب، لا مَن ينال الغلبة في الصُّرعة وذلك بقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ليسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ، إنَّما الشَّدِيدُ الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ)