حكم جرح الزوج لمشاعر زوجته … لا يمكنُ للمسلمِ أن يجرحَ مشاعرَ زوجتهِ؛ حيث أنَّ هذا فيه مخالفةً لأمرِ الله -عزَّ وجلَّ- في معاشرتها بالمعروفِ، حيث صرح الله سبحانه وتعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا،مثلما أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صرح: “لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ، أَوْ صرحَ: غَيْرَهُ”

حكم جرح الزوج لمشاعر زوجته

يُمكن للمرأةِ أن تلجئَ إلى الطلاقِ كآخرِ حلٍ، إذا وقف على قدميهَ القرينُ بإهانتها أو جرحِ عواطفها، ويجوزُ هذا لها، وذلك ما ذكره الدرديرُ في كتابه التفسيرِ الكبير، حيث أفاد: “ولها أي للزوجة التطليق بالضرر، وهو ما لا يمكن شرعًا، كهجرها من دون جيد ومحفز تشريعي، واعتدى عليها أيضا وسبها وسب أبيها، صوب: يا فتاة الكلب، يا بنت الكافر، يا فتاة اللعين، مثلما يحدث عديدًا من رعاع الناس، ويؤدب على ذلك ازدياد على التطليق، مثلما هو ظاهر، وكوطئها في دبرها”

حكم هجر الزوجة فراش زوجها الذي يجرح مشاعرها

إنَّ التأديبَ بهجرِ الفراشِ، حقٌ متفردٌ للزوجِ لدى تمردِ قرينته، وبناءً على ذاك فلا يجوزُ للمرأةِ المسلمةِ هجرَ فراش قرينها إذا جرحَ أحاسيسها، ويحتسبُّ هذا من كبائر المعاصيِ، ودليل هذا قول رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: “إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فأبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ”

تنبيه: يجوزُ لها الامتناعُ عن المعاشرةِ الزوجيةِ حالَ الحيضِ وصيامَ الفرضِ، وحال وجودِ مرضٍ بها قد يؤدي إلى الإضرارِ بها لدى الجماع.

اقراء ايضا : تفسير رؤية زواج المراة المتزوجة من زوجها

كيفية التعامل مع الزوج الذي يجرح مشاعر زوجته

بعدما تمَّ خطبةُ عدمِ جوازِ هجرِ الزوجةِ لفراشِ قرينِها، وبعد أن تمَّ كلام جوازِ فسخ العلاقة الزوجيةِ كآخرِ الإجاباتِ، فلا بدَّ من خطبةِ عدد محدود من الأساليبِ التي يُمكن للزوجةِ أن تتعاملَ بها مع قرينِها الذي يجرحها، وبينما ينتج ذلك:

يُمكن للزوجةِ معاتبةِ قرينها بأسلوبٍ لطيفٍ، وبالكلمةِ الحسنةِ، وتذكيره بالمودةِ والرحمةِ التي جعلها الله -عزَّ وجلَّ- بينهما، وأنَّ هذا يُخالفُ أمرَ الله بمعاشرتها بالمعروفِ.
يُمكن للزوجةِ أيضًا أن تشكوا أمرها لأصحاب الحكمةِ والرأيِ، ولمن يمونُ على قرينها.

حقوق الزوجة على زوجها

إنَّ للزوجةِ عددًا من الحقوقِ على قرينها، وتلك الحقوق منها حقوقٌ نقديةٌ، ومنها حقوقٌ معنويةٌ غيرُ ماليةٌ، وفي هذه البندِ من هذا الموضوعِ، سيتمُّ كلامُ تلك الحقوقِ بشيءٍ من التفصيلِ، وفيما يأتي ذلك:

حقوق الزوجة المالية

إنَّ حقوقَ القرينةِ النقدية ثلاثُ حقوقٍ، وهنَّ المهرُ والنفقة والمسكن، وفي تلك الفقرةِ من نص حكم جرح الزوج لمشاعر قرينته، سيتمُّ خطابُ هذه الحقوقِ بشيءٍ من التفصيلِ، وفي حين ينتج ذلك:

المهر: وهو عبارة عن الملكية الذي أوجبه الله -عزَّ وجلَّ- للمرأةِ على قرينها فورِ تم عقدهِ القرانِ فوق منها أو الدخولِ بها، وقد أتى ذكر هذا الحق في قول الله تعالى: وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً.
النفقة: وهو عبارة عن إدخارِ حاجاتِ القرينةِ من أكلٍ وشرابٍ وكسوةٍ، يكون ذاك بالمعروفِ وحسبِ استطاعةِ الزوجِ، ويكونُ هذا الحقُّ للزوجةِ سواء أكانت غنية أم فقيرة، ما استمرت غيرُ ناشزٍ.
السكنى: ويكون ذاك بتيهيأةش ملاذٍ للزوجةِ بقدرِ استطاعةِ القرينِ، وقد جاء ذكر ذاك الحقِّ في قول الله سبحانه وتعالى: أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ

 

حقوق الزوجة غير المالية

أمَّا الحقوقُ غير الماليةث التي تستحقها القرينةُ فهنَّ: الإنصافُ بين الزوجاتِ، وعدمِ الإضرارِ بالزوجةِ، وحسنُ العشرةِ بها، وفي هذه الفقرةِ من نص حكم جرح القرين لمشاعر قرينته، سوف يتمُّ خطابُ ذاك

الإنصاف بين الزوجات: فمن حقِّ الزوجةِ على قرينها إن كانَ له عددًا من الإناثِ أن يعدل بينها وبينهنَّ، ويكونُ العدلُ بأن يساويَ بينهنَّ بالنفقةِ والمبيبتِ والكسوةِ والمنزلِ.
حسن العشرة بها: ومن حقوقِ الزوجةِ على قرينها أيضًا أن يعاشرها بالمعروفِ وأن يتعامل بصحبتها بحسنِ الخلقِ، وأن يرفق بالتعاملِ بصحبتها.
عدم الإضرار بزوجته: فلا يحقُّ للزوجِ أن يُضرَّ بزوجته لا بدنيًا ولا نفسيًا