موقف النبي مع كفار قريش عند فتح مكه … أراد الرسول صلى الله عليه وسلم إتفاق مكتوب صلح الحديبية مع قريش لما يشاهده من خير ومكاسب عظيمة للمسلمين وكان ذلك لبعد نظر النبي على عكس من خالفه الإقتراح من الصحابة وأتت شروط صلح الحديبية كالتالي:

عودة الرسول مع أصحابه إلى المدينة المنورة في عامهم هذا ولا يدخلوا مكة لتأدية العمرة، حتّىّ يُسمح لهم بالعودة العام القادم ويخرج المشركين منها.
الهدنة لمقدار عشرة أعوام بين المسلمين والمشركين.
حرية الاختيار للقبائل الدخول مع أي حلف المشركين أو حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألا يكون هنالك عداء لأي قبيلة اختارت طرف دون الأخر.
رجوع من دخل الإسلام من أهل مكة دون دراية من أوليائه إلى مكة، أمّا المشركين ليس عليهم إنفاذ باسترداد من ارتد عن الإسلام.

وهذه هي بنود صلح الحديبية التي غيرت تاريخ الإسلام والمسلمين وتاريخ الجزيرة العربية إلى حاليا.

وجاء نقض الصلح من العبارة الـ3 إذُ نهضت قبيلة بني بكر باستغلال انشغال المسلمين بالسرايا ووقفت على قدميها بالاعتداء على أحد القبائل التي دخلت في حلف الرسول صلى الله وسلم وقد كان هذا بعلم ومعاونة من قريش إذُ قاموا بالتخطيط للأمر حتّىّ يكون الاعتداء ليلاً، وقاموا بقتل 23 رجلاً من قبيلة خزاعة ففرت قبيلة خزاعة إلى الحرم لتحتمي بها وعَلم الرسول صلى الله وسلم النبأ من عمرو بن سالم الخزاعي فما كان من الرسول إنه دراية أنّ قريش بذاك الاعتداء نقضت الصلح فأخذ الرسول قرار بالسير لفتح مكة.

قرار النبي بالسير لفتح مكة

ما أمر تنظيمي رسول الله بعد نقض الصلح؟

قام الرسول صلى الله عليه وسلم بإرسال رسالة إلي قريش جلَد ثلاث أمور عليهم أنّ يختاروا أحداً من ضمنهم:

إمّا صرف دية قتلى قبيلة خزاعة.
إمّا يبرؤوا تمامًا من القبيلة التي نهضت بالاعتداء على قبيلة خزاعة.
إمّا أنّ يكون ردهم نبذه على سواء، وجاء اختيار قريش بأن ينبذ إليهم على سواء.

اقراء ايضا :من جوامع الكلم التي كان النبي يقولها

 ماذا فعلت قريش لتجديد الصلح؟

أعلنت قريش عن ندمها حتى الآن رد سفهائها على الرسول صلى الله عليه وسلم ووقفت على قدميها بإرسال أبا سفيان بن معركة إلى رسول الله لإعادة بنود صلح الحديبية مجددا فكلمه فما كان من الرسول من رد فأسرع بالذهب إلى والدي بكر -رضي الله سبحانه وتعالى عنه – ليعرض أعلاه الأمر مرة أخرى إلا أن لم يلقي أي إجابة من أبي بكر فذهب إلى عمر بن الكلام وبعدها إلى على بن أبي طالب وفاطمة – رضي الله سبحانه وتعالى عنهم جميعًا- فلم يجد أي رد فعل فعاد إلى مكة المكرمة مخفقًا.

التحضير للغزو

كيف خطط النبي -صلى الله عليه وسلم- لغزو مكة؟

قد وجّه النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بالاستعداد والقيام بكافة التجهيزات للقيام بالغزو غير أنه لم يُعلن ذاك إلا أن استعان على إعداد القوات المسلحة بالكتمان، كما كلف السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها بالتجهيز للسفر أيضًا والاستعانة بالكتمان، على أن في نطاق عليها أباها ورائها تٌعدُّ حالها للسفر فسألها فكان ردها أنّها لا تعلم شيئًا غير أن حينما رآه الرسول كلفه بالاستعداد أيضًا للجهاد وأمره أيضًا بعدم إشعار علني الشأن وكتمان الخبر.

بدأ القوات المسلحة يُعد أسلحته والاستعداد للقتال في سرية تامة، قامت جميع القبائل بإرسال رجالها إلى المدينة المنورة، وقد قام رسولنا الكريم بتعيين عمر بن الخطبة على أطراف المدينة ليراقب أي احد ينشد دخول المدينة دون أهلها لمراقبتهم.

ماذا فعل رسول الله لضمان سرية الغزوة؟

من باب التورية نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم بإرسال بن ربعي الأنصاري وبصحبته ثماني رجال إلى بطن إضم (تقع بين ذي المروة وذي خشب) وذلك من أجل تشتيت الانتباه وإبعاد البصر عن مكة وحتّى يتصور الناس أنّ الرسول يشتغل على تجهيز مساعدة لإرسالها إلى إضم إذٌ ساعد موقع إضم باتجاه طريق مكة المكرمة على تلك الحيلة.

تقسيم الجيش لدخول مكة كيف قسم النبي الجيش

لقد قام الرسول بتجزئة الجيش إلى أربع فرق وهي على النحو التالي:

الفرقة الأولي: وهم عدد من أمتن الفرسان يقاد من قبل خالد بن المولود وعلى هذه الفرقة أنّ تدخل من جنوب مكة.
الفرقة الثانية: وهي أيضًا فرقة من الفرسان الصلبة بقيادة الزبير بن العوام، وعلى هذه الفرقة أنّ تقوم بدخول مكة المكرمة من جهة الشمال.
الفرقة الثالثة: تتكون من المشاة وتولى قيادتها والدي عبيدة الجراح.
الفرقة الرابعة: وهي فرقة الأنصار وكان بصحبتهم الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت هذه الفرقة يقاد من قبل سعد بن عبادة.

 

كيف دخل جيش المسلمين مكة المكرمة؟ 

حالَما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم وجدها شاغرة تمامًا من المارة فكان رسول الله لا يُريد القتال إلا للاضطرار في حالة ما كان هنالك من يقاتل، من أنّ القتال في ذلك الوقت كان تشريعيًا، وقد جاء عن سيد الخزرج وقتها وهو سعد بن عبادة الذي كان مستعدًا للقتال وورد أنّه أفاد: “اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الكعبة“، فلمّا سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- أفاد: (كَذَبَ سَعْدٌ، ولَكِنْ ذاك يَوْمٌ يُعَظِّمُ اللهُ فيه الكَعْبَةَ، ويَوْمٌ تُكْسَى فيه الكَعْبَةُ

ودخلت جميع الفرق مكة المكرمة ولم ينتج ذلك أي قتال إلا في المنطقة التي كان يترأسها عكرمة بن والدي جهل، فقام الرسول ومعه خالد بن المولود للمشاركة في القتال على أنّ ولى دبره عكرمة وصفوان بن أمية ومن بصحبتهم بالفرار وانطفأت نار المشركين وفتحت مكة المكرمة أبوابها لسيد الخلق غلام آدم عليه الصلاة والسلام ليدخل مكة أمنًا مطمينًا إلا أنه دخل مكة بسيطًا وهو يقرأ سورة النصر في خشوع كما حرص على تذكير ذاته ومن بصحبته أنّ النصر من عند الله سبحانه وتعالى وقد كلف بتكسير جميع الأصنام بشأن الكعبة وكسهرها وهو يتلو قول الله سبحانه وتعالى وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا.