من القائل قم للمعلم وفه التبجيلا .. إذ يتخطىُّ في حياتنا اليومية الكمية الوفيرة من الجمل والعبارات التي صبر الحكمة والموعظة والمعاني العميقة، مثلما يوجد عبارات نسمعها منذ الصغر، غير أن لا نعرف ما روايتها، ولا نعرف من قائلها، وفي ذلك المقال سنعرف من الذي أفاد قم للمدرس وفه التبجيلا؟

من القائل قم للمعلم وفه التبجيلا

إنَّ القائل قم للمدرس وفه التبجيلا هو الشاعر المصري العظيم أحمد شوقي، خسر نظم تلك القصيدة تعبيرًا عن فضل المعلم وتأثيره في تشييد المجتمع، وأن العلم أشرف الفوائد، وأجلُّ الفضائل، وأساس الحضارة، وعنوان سموها، والعلماء هم ورثاء الأنبياء لأنهم يحملون رسالة العلم على عاتقهم وينقلوها بصدق وأمانة، ويقول أحمد شوقي في قصيدته ما يجيء

  • “قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا             كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
  • أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي    يَبني وَيُنشِئُ أَنفُسًا وَعُقولا
  • سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ            عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى
  • أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ     وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا
  • وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً              صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا
  • أَرسَلتَ بِالتَوراةِ موسى مُرشِدًا    وَاِبنَ البَتولِ فَعَلِّمِ الإِنجيلا
  • وَفَجَرتَ يَنبوعَ البَيانِ مُحَمَّدًا         فَسَقى الحَديثَ وَناوَلَ التَنزيلا
  • عَلَّمتَ يونانًا وَمِصرَ فَزالَتا            عَن كُلِّ شَمسٍ ما تُريدُ أُفولا”
نبذة عن قائل قم للمعلم وفه التبجيلا

صبي أحمد شوقي في القاهرة عاصمة مصر عام 1868 ويُقال في عام 1970، وهو أحد أبرز شعراء العربية في العصر الحديث، وقد تكفلت جدته بتربيته، حيث كانت تعمل وصيفةً في قصر الخديوي إسماعيل، فنشأ أحمد شوقي على ناحية من الثراء والغنى في هذا القصر، والتحق بكُتّاب الشيخ حسَن لما وصل الرابعة من عمره، فتعلم مبادئ القراءة والكتابة وحفظ حجمًا من كتاب الله الخاتم، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، حيث أظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ فوق منه بإعفائه من نفقات المدرسة، وانكب على دواوين فحول الشعراء رعايةًا واستظهارًا، فبدأ الشعر يجري على لسانه، وتوفي أحمد شوقي عام 1932، وخُلّد في إيطاليا عن طريق نصب تمثال له في إحدى حدائق روما.

مكانة أحمد شوقي

أعطى الله تعالى أحمد شوقي موهبة الشعر، فكانت موهبةً قوية ووافرة، على يد المعاني الخصبة وسرعة البديهة التي تنثال فوق منه كالمطر، فلم يكن يجد أي تعب أو صعوبة في نظم قصيدة ما، فكان يقول الشعر في أي زمان ومقر، وقد بلغ نتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين 1000 وخمسمائة بيت، ولذا كان من أخصب شعراء العربية، ولعل هذا الرقم لم يبلغه شاعر عربي بال أو عصري، وكان ذا حس لغوي مرهف وفطرة موسيقية بارعة في اختيار الألفاظ التي تتألف مع بعضها لتحدث النغم الذي يحرض التغني ويجذب الأسماع، فجاء شعره لحنًا صافيًا ونغمًا فاخرًا لم تعرفه العربية سوى لقلة ضئيلة من فحول الشعراء.