احاد الصوم الكبير في الكنيسة المارونية … والواضح باسم أحد يسوع الملك. أما عن أول الأزمنة فهو زمن الميلاد، ومدته سبعة أسابيع، يليه زمن الغطاس أو الدنح، وفيه تتم إقامة ثلاثة أسابيع من التذكارات للكهنة والمؤمنين والموتى

قبل أن يبدأ زمن الصوم العظيم الذي يدوم 40 يوماً، أو ستة آحاد، يذكر أثناءها الموارنة الأعاجيب التي أتى بها السيد المسيح في وجوده في الدنيا الأرضية. ويختم الصوم بأسبوع الآلام، وهو زمن مستقل ومنفصل طقسياً، لتذكار أوجاع المسيح وصلبه، على حسب المعتقد المسيحي، تليه سبعة أسابيع تعرف باسم زمن القيامة، تفتتح بعيد الفصح المجيد لاستذكار قيامة السيد المسيح من الموت بحسب المعتقد المسيحي والتعاليم والظهورات التي لحقت به.

احاد الصوم الكبير في الكنيسة المارونية

وبعد خمسين يوماً من القيامة يبدأ زمن العنصرة، أو حلول الروح القدس على التلاميذ والكنيسة وفق المعتقد القبطي، ويطول زمن العنصرة ستة عشر أسبوعاً يستذكر الموارنة طواله جميع التعاليم والأمثال الخلاصية التي وضعها السيد المسيح طوال وجوده في الدنيا الأرضية.

ويحتسب زمن الصليب أجدد تلك الأزمنة، حيث تقرأ، وعلى دومين سبعة أسابيع تعاليم السيد المسيح عن اليوم الأخير والدينونة وماذا يجب على المؤمن عمله ليرث الحياة الأبدية.

وتحوي السنة الطقسية ذاتها عددا كبيرا من الأعياد، التي يرتبط بعضها بحياة السيد المسيح وأحداثها، فيما يكون على ارتباط القلائل الآخر بالعذراء مريم، أو بأحد آباء الكنيسة على اختلافهم. ويعتبر عدد من تلك الأعياد بطالة كنسية

أي يجب الامتناع عن الصوم طوال ذلك اليوم، وتؤْثر فيه الأجازة الرسمية وحضور الدعوات المقامة في الكنائس، وحتى الأعياد التي لا تعتبر في تشريع الكنيسة “بطالة” فهي تجسد “بطالة” في الرعايا والكنائس المشيدة على اسم العيد المختص بها.

وفيما يلي جدول مواعيد بأهم الأعياد المارونية:

التاريخ

العيد

التاريخ

العيد

التاريخ

العيد

التاريخ

العيد

1 كانون الثاني

عيد ختانة المسيح/يوم السلام

بحسب التقويم الغربي

عيد الفصح المجيد / بطالة /

بحسب التقويم الغربي

عيد العنصرة / بطالة /

الأحد الأخير من تشرين الأول

الأحد الأخير من تشرين الأول

6 كانون الثاني

عيد الدنح، الظهور الإلهي / بطالة /

23 نيسان

عيد مار جرجس

10 تموز

الشهداء المسابكيين الموارنة

1 تشرين الثاني

عيد جميع القديسين

17 كانون الثاني

عيد القديس أنطونيوس الكبير

عيد القديس أنطونيوس الكبير

عيد سيدة لبنان – حريصا

عيد سيدة لبنان – حريصا

عيد سيدة لبنان – حريصا

عيد سيدة لبنان – حريصا

عيد الموتى المؤمنين

28 كانون الثاني

عيد ما أفرام السرياني

15 أيار

عيد سيدة الزروع

عيد سيدة الزروع

عيد رهبان مار مارون الشهداء

4 كانون أول

عيد القديسة بربارة

2 شباط

عيد دخول المسيح إلى الهيكل / عيد النور

21 أيار

عيد الملكة هيلانة والقديسة ريتا

6 آب

عيد تجلي الرب / بطالة /

8 كانون أول

عيد الحُبل بها بلا دنس / بطالة /

9 شباط

2 شباط

حزيران

عيد القديسة رفقا

15 آب

عيد انتقال العذراء / بطالة /

14 كانون أول

مار نعمة الله الحرديني

2 آذار

عيد مار يوحنا مارون

15 حزيران

عيد يسوع الفادي

8 أيلول

عيد ميلاد العذراء

20 كانون أول

القديس اغناطيوس الأنطاكي

9 آذار

عيد مار يوسف خطيب مريم

24 حزيران

عيد مولد مار يوحنا المعمدان

14 أيلول

عيد الصليب المقدس / بطالة /

25 كانون أول

25 كانون أول

5 آذار

بشارة العذراء بحبلها بالسيد المسيح

9 حزيران

عيد القديسين الرسولين بطرس وبولس / بطالة /

4 تشرين أول

عيد تريز الطفل يسوع

28 كانون أول

مقتل أطفال بيت لحم

الطقوس والليتورجيا (الشعائر):

نشأت الأعراف القبطيّة الأولى في أورشليم التي دعيت أم الكنائس، وعاجلا ما أخذت مدن أخرى تحيي العادات المسيحية، مثل أنطاكية إذ دعي المسيحيون بذلك الاسم لأول مرة، والرها (أورفا) وهي أول بلدة اعتنقت المسيحية وقد كانت مقر سرياني ثقافي عارم، وظلت محافظة على جذورها السريانية بعكس أنطاكية التي تأثرت بالطقوس الأورشليمية.

ولذلك يعمد اللاهوتيون والمؤرخون إلى تجزئة الطقوس المسيحية الشرقية إلى عائلتين كبيرتين، الطقس الأكبر وهو الجو الأورشليمي – الأنطاكي، فيما يسمون الآخر الجو الرهاوّي. وفي وقت لاحق اعتبر مجرى مائي الفرات حدا فاصلاً لذا التوزيع؛ فدعي الأحوال الجوية الأنطاكي – الأورشليمي بالطقس الغربي (في غرب مجرى مائي الفرات)، فيما دعي الجو الرهاوّي بالطقس التابع للشرق.
وضِمن هاتين العائلتين الكبيرتين للطقوس الشرقية هناك أيضاًً عدد من العائلات المتوسطة والصغرى، فنرى ضِمن الطقس الأنطاكي – الأورشليمي تمايزاً واضحاً بين طقسين، الأكبر سرياني متفرد، والـ2 تأثر حتى غاص تماماً بالتراث الهيليني اليوناني وهو اليوم المرخص في الكنيسة الملكيّة بشقيها الكاثوليكي والأرثوذكسي

بيد أنه قد نشأت بفوات الأيام أواصر وثقى بين متفاوت العادات، فنرى الكنيسة الأنطاكية الأرثوذوكسية، وهي رصد الأحوال الجوية الأنطاكي اليوناني تعتمد نظرة الجو الرهاوّي إلى التقديسات الثلاث موجهة إياها إلى الثالوث الأقدس، بينما أن الأحوال الجوية الأنطاكي السرياني ينسبها إلى السيد المسيح وحده.

لا يوجد طقس ماروني صرف، إنما هو قسم من الطقس الأورشليمي – الأنطاكي السرياني وذلك هو حجة تسمية الكنيسة بذلك الاسم ” الكنيسة الأنطاكيّة السريانية المارونية.
بيد أنّ الموارنة في ذات الوقت ارتبطوا ايضاً بمحور هام هو المحور الرهاوّي السرياني، مثلما تأثر الملكيون في حين يرتبط التقديسات الثلاثة

كذلك تأثر الموارنة إنما على إزداد أخرى، فنرى استعمال الموارنة لنافور مار بطرس الثالث المسمى نافور شرر المنسق حسب المحور الرهاوّي ومكانة العماد، والميرون المارونيّة هي مرتبة رهاوية أيضا. والحافز الأساسي لهذه الاقتباسات هو الاختلاط الطائفي الذي حدث في القرون الأولى للمسيحية في جمهورية سوريا، فكان قرب دير مارون كمثال على هذا ديرا أجدد بنفس الاسم وإنما ينسب للراهب مارون النسطوري الذي عاش في زمن الإمبراطور البيزنطي موريق.

وبما أن النساطرة يتبعون للطقس الرهاوي أدى ذاك التجاور إلى دخول العادات الرهاوية السابقة إلى الكنيسة المارونية، كلياً مثلما دخل عدد من الكتب الطقسية والطقوس اليعقوبية نتيجة للتجاور في مرحلة من فترات القرون الوسطى في شمال لبنان. ومن هذه الطقوس كانت الصلاة التي يتلوها المحتفل قبل الشروع بالقدّاس والتي أسقطتها الكنيسة عام 1992م لعدم أصالتها في التقليد الماروني.
إن ما وصلنا من العادات المارونية حتى القرن العاشر، وهي بعض الوريقات من كتاب “الشحيمة”، أي كتاب المطالبات البسيطة للرهبان، تشير إلى الموارنة في العموم كانوا أقرب إلى المناشئ الأنطاكية الأورشليميّة، وأن ما أخذه الموارنة من الرهاويين قد سقط عدا ما نجا منه وهي رتب المعمودية والميرون ونافور شرر ورتبة الغسل يوم خميس الأسرار بديلا عن تعليق المصلوب كما هو الشأن في عموم الكنائس الأنطاكية.
إن أول طبعة للقداس الماروني في العصور الحديثة ظهرت عام 1592م من خلال طلاب المدرسة المارونية في روما، لكنها أثارت اعتراضات واسعة لدرجة أن البطريرك ميخائيل الرزي وضع الحُرم الكنسي فوقها ثم آب فسمح بها، إذ إن الكتاب، مثلما صدر حينها ابتعد عن التقليد الماروني بشقيه التابع للغرب ومن ناحية الشرق

وانتهاج يقترب من الطقس اللاتيني، فنرى الخطاب الجوهري في هذه النسخة إنما هو من العادات اللاتينية مترجماً إلى السريانية. وظهرت عقب قرن آخر النسخة الثانية عام 1716م والتي اعترض عليها العلماء الموارنة في كتابتهم القاسية، وكان المجمع اللبناني عام 1736م قد وجّه بتشكيل لجنة لتصليح العادات والقداس على رأسها

بل اللجنة تلك لم تر النور، فكانت الطبعة الثالثة عام 1763م في روما أيضاًً، تلتها إبتداءاً من العام 1816م وحتى 1872م أربع طبعات صدرت عن مطبعة قزحيا قبل أن يأتي ذلك المطران العسل الأسود، رئيس أساقفة بيروت طبعتي بيروت الرسميتين عام 1888 و1908، وجميع هذه النسخ إنما هي نسخة لطبعة العام 1716م وكلها كذلكً مكتوبة باللغة السريانية

ولم توضح الطبعة الأولى بالحرف العربي حتى العام 1959م عن طريق المرسلين اللبنانيين في جونيه، لتبدأ إثرها مبادرة صيانة العادات المارونية حتى بلغ عدد هذه الحملات إلى عشرين. وصدرت العام 1973م مرتبة بسيطة للقداس مؤلفة من وظيفة خدمية واحدة مع نافور شخص على عهد البطريرك المعوشي على طريق الاختبار، وأقر المجمع البطريركي عام 1982م المكانة المفصلة، ثم أعيد دراستها ورفعت إلى دوائر المجمع من الشرق في الفاتيكان،

وصدرت بشكلها النهائي بموجب الأمر التنظيمي البطريركي عدد 1992/479 معيدةً إلى الأحوال الجوية الماروني بهاءه الأضخم، وكانت الرتب الأخرى قد صدرت عن جامعة الروح فلسطين المحتلة في الكسليك عام 1984م وينتظر أن تصدر نسخة حديثة نهائية من المركز البطريركي في بكركي.
يتكون القدّاس القبطي من قسمين هما: قسم الكلمة وقسم القربان، يطلق على القسم الأضخم اسم “ما قبل النافور” أو “الخدمة”

في حين يطلق على القسم الـ2 اسم “النافور” وما بعد “النافور”. وللكنيسة السريانية على العموم تنوّع ملحوظ في قداديسها، فبينما نجد في الكنيسة المال أو الكنيسة اللاتينية مساندة واحدة لاغير، نشاهد الكنيسة السريانية تشتمل 73 منفعة متبدلة وفق العام. والأمر ذاته بالنسبة للقسم الـ2 من القدّاس، فبينما تشتمل الكنيسة الملكية الكاثوليكية على ثلاثة نوافير فقط، تحوي الكنائس السريانية عامة ما يفوق الثمانين نافوراً اعتمدت الكنيسة المارونية من بينهم ثمانية يرقون لما قبل القرن العاشر.

ومن ثم، لا تمثل تلك العادات محض ترديد للكلام نفسه طيلة العام، لكن تكون سببا في خلق حركة تحديث في الإيمان، وسائر كتب النداءات المارونية وهي عديدة: صلوات الفجر والمساء ونصف النهار على مدار العام، منزلة تهنئة الشموع، مكانة تبريك الزيتون، مكانة تبريك الرماد

مكانة تهنئة المياه، مرتبة تبريك الزيت يوم أربعاء القنديل (أربعاء أسبوع الأوجاع)، مكانة سجدة الصليب الجمعة الكبيرة جدا، مكانة الغفران يوم سبت النور، رتبة الاطمئنان يوم واحد من الفصح، مكانة السجدة يوم أحد العنصرة، رتبة افتتاح كنيسة عصرية، مكانة الخطبة والزواج ومكانة مراسيم الدفن

وعامتها تخضع لتنسيق القسم الأضخم نفسه من القداس المعروف باسم المساندة، بمعنى أنها تتكون من دعوات الطليعة لتمجيد الله، تليها دعوات الغفران مصحوبة بالترانيم والبخور قبل أن تختم بالتقديسات الثلاثة والإنجيل ونداءات الختام. وتلك الرتب منسقة وفق الأحوال الجوية الأنطاكي السرياني المعروف بالغربي وما أدى إلى من تقدمات مارونية لاحقًا. وهنالك ايضاً مرتبة المعمودية والميرون ورتبة الغسل يوم خميس الأسرار وهي ملاحقة التقليد الرهاوي السرياني. ومن الأشياء المخصصة بالموارنة في الطقوس، نتيجة للتطورات الحاصلة منذ القرن الحادي عشر، الدعاء التي تلي التقديسات الثلاثة، وايضا مزمور القراءات الموزون على اللحن السرياني التقليدي “رمرمين”، وأيضاً الصلاة التي تلي تقديم القرابين والتي تختتم بدعاء ” نظير عطاياهم الزائلة، هب لهم الحياة والملكوت”.
تجسد الكنيسة المارونية من الكنائس التقليديّة، أي تلك التي توافق على بتسلسل السلطات في الكنيسة بحسب منظومة كهنوتي معين، وذلك استناداً إلى عديد من آيات الكتاب المقدس، وتتمسك، كغيرها من الكنائس الكلاسيكية بالقديس بطرس مؤسس الكرسي الأنطاكي وأول بطريرك له

ولهذا الدافع يضيف البطاركة الموارنة اسم بطرس إلى أسمائهم، على سبيل المثال، فإن البطريرك الماروني نصر الله صفير يسمى نصر الله بطرس صفير.
يحوي سلك الكهنوت الماروني عدداً كبيراً من الرتب: هنالك، أولاً القندلفت أي الذي يحضّر الأشياء المادية في الكنيسة، يليه الشماس من الدرجة الصغرى، ثم رئيس الشمامسة والشماس الإنجيلي، وهو الشمّاس الذي يتأهب ليصبح كاهناً، وهؤلاء لا يحق لهم مورد رزق شعائر العبادة ضِمن الكنيسة

سوى كمعاونين فقط. أما أدنى مرتبة يحق لها إقامة شعائر العبادة فهي الكاهن، يليه الخوري أو هائل الكهنة ثم الخور أسقف، أي المفوّض من قبل الأسقف داخل مقاطعته أو رعيته. ثم ثمة الأسقف، أو رئيس الكهنة، يليه المطران.