ثورة 23 يوليو 1952 للصف السادس مستر عطا زكي شحتو شرح درس ثورة 23 يوليو .. التخلص من الثروة، وطرد المحتل، كانا ضمن أكثر أهمية المبادئ التى قامت أعلاها ثورة 23 تموز 1952، والتى كانت نقطة تحول كبيرة فى تاريخ الحياة السياسية فى جمهورية مصر العربية فى العصر المحادثة.

ثورة 23 يوليو 1952 للصف السادس مستر عطا زكي شحتو شرح درس ثورة 23 يوليو

حمل الضباط الأحرار شعلة الثورة بمقدمات سبقتها كانت محفزا رئيسيا لاندلاعها واسترجاع البلاد من نمط ملكى فاسد ومحتل ابتلع أموال البلاد وعبث بمصائر العباد.

ويقول د. خلف عبدالعظيم الميري، أستاذ الزمان الماضي المحادثة والمعاصر – بكلية البنات – جامعة عين شمس: وقفت على قدميها ثورة 23 يوليو لدوافع غاية فى الضرورة على غير مشابه الأصعدة الإستراتيجية وقد يشاهد البعض أنها تمثلت فى القضاء على الملكية ولكن إذا حاولنا مركز تلك العوامل سنجد القضية الأسمى والسبب الأكبر هو القضية الوطنية التى تمثلت فى طرد المحتلين وتحقيق التحرير الكامل.

وقد كانت هذه هى القضية الجوهرية وما بعدها من نقط يأتى على التوالي، ونحن نعرف أن الأنشطة السابقة بداية من الثورة العرابية مرورا بمصطفى كامل والحزب الوطنى وصولا إلى ثورة 19 وما تلاها من أنشطة لم تنفع فى تقصي شعارها: التحرر التام أو الوفاة الزؤام. وبالتالي

كان ذلك هو المبتغى الأسمى لحركة الضباط الأحرار ولذا كان الدافع الرئيسى للقيام بثورتهم طرد المحتلين وتحقيق الاستقلال وخاصة مع مرارة الهزيمة فى حرب 48؛ وفشل مختلَف محادثات التى أجراها الديوان الملكى مع المملكة المتحدة بُغية تحري أى تمنح نحو الجلاء، أو تحديث الأسلحة وتشييد الجيش.

ناهيك عن تواطؤ حكومة الانتداب مع الصهيونية فى فلسطين؛ ثم إحكام الإنجليز القبضة على منطقة القناة ومحاولة القضاء على الصمود الوطنية والنشاطات الفدائية؛ واستخدام القوة المفرطة فى مواجهة البوليس فى حرب الإسماعيلية 25 يناير 52 وغيرها، الأمر الذي أسقط وهم التحرر.

وتابع: كان المقصد التالى لتحقيق الجلاء الكامل؛ هو معيشة جيش وطنى قوى؛ وبالتالي كانت مصر بحاجة إلى تفكير الضباط الأحرار خارج الوعاء، وحمل أعناقهم على أكفهم فداء للوطن. وبينما تضمنته غايات الثورة قضية القضاء على أعوان الاستعمار المسمين بالإقطاع، ولما كانت مصر لا تعرف الإقطاع بصيغته التى عرفتها أوروبا فى العصور الوسطي، فإن هؤلاء كان يُغرض بهم زواج الثروة والسلطة من كبار الملاك والرأسماليين ممن التقت مصالحهم مع سلطة الانتزاع.

وهو ما عبر عنه القلة بأن نسبة من 5 – 10% يمثلون كبار الملاك يمتلكون 90% من ملكية مصر، وبقية الشعب تتصارع فى فتات النسبة الصغيرة المتبقية، وهو المسألة الذى قاسى منه الشعب المصرى وتسبب فى التباين الطبقي.

وخلق الفرق الشاسع بين كبار الملاك وغالبية الشعب الذى كان يعيش تحت خط الفقر، حتى ان مسألة مقاومة الحفاء إستمرت من أكثر التطلعات والمطالبات عام 1951، بالإضافة إلى الفروق الطبقية فى مسألة التعليم والصحة وما إلى ذلك؛ مع ملاحظة أن عدد محدود من كبار الملاك من الوطنيين الأبرار من واءم بين ملكياتهم المخصصة وواجباتهم الوطنية الخيرية إزاء الشعب، وكان من بين هؤلاء عدد محدود من أمراء الأسرة المال نفسها.

تغييرات أحدثتها الثورة

وأحدثت الثورة عديدة تغييرات جوهرية على جميع الأصعدة يمكن تتبعها بإيجاز وخاصة النقط الخلافية، فعلى مصر العليا السياسى تم معيشة دولة مستقلة ذات حكومة دولة، وكانت جمهورية مصر العربية- وهى الأعرق تاريخا وحضارة من الدول المحتلة، حيث كانت محض ولاية عثمانية منذ 1517م؛ وحتى عقب تصريح 28 شباط 1922 ودستور 1923، فقد كانت دولة ملكية ناقصة التحرر والأسبقية.

وهنا ينبغي أن المغزى على أن الثورة كانت قضيتها اللازمة الإعتاق الكامل، ولم تكن قضيتها الثروة، بدليل أنها سمحت بانتقال العرش إلى ولى العهد ومجلس وصاية، وتم إلغاؤها بعد نحو عام.
والشىء ذاته كان قد حدث بالنسبة للحياة الحزبية، حيث لم تنفع الأحزاب فى حل خلافاتها وتوفيق أوضاعها وأحوالها واستمرت فى تناحراتها، وبالتالي تم إلغاؤها عقب 6 شهور فى 18 كانون الثاني 1953، قبل محو المال وإعلان إقامة الجمهورية فى 18 يونيو 1953م.

ومع ذلك، فقد نتحفظ على ما تم فى الإجراءات السياسية وصفع بعض أصحاب الفكر من بعض التيارات وخاصة من ذوى الاتجاهات اليسارية، خسر كان الوطن وقضاياه محركا ودافعا لهم، وليست يملكون أبجديات الخيانة؛ وإنما اختلاف وجهات النظر مع الثورة فى إعتياد الأداء والتطبيق.

المنجزات الاستثمارية والتعليمية

وشرح د. خلف الميرى أن قناة السويس والسد العالى والمصانع الحربية، كانت من ثمار ثورة 23 تموز وأكد أن تأميم مؤسسة قناة السويس كان وجوب قومية، وقد يقول قائل: لقد سحب تأميم القناة على جمهورية مصر العربية العدوان الثلاثي، وإن القناة كانت ستعود لمصر في أعقاب ختام الامتياز عام 1968، وهو قول أراه هراء.

فلم يكن لمصر من القناة سوى أنها موضوعها الجغرافى وبعض الفتات من صافى الدخل.

وسعت المؤسسة إلى تدويل إدارتها حتى تقطع خط الرجعة على أيلولتها لمصر.

السد العالى

نقطة أخرى فى إنشاء السد العالى، نعم كان قد تم إنشاء صهريج أسوان فى طليعة القرن العشرين فى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى، ولكن تجاه الزيادة السكانية والتوسعات الاستصلاحية والزراعية وسُإلا أن الرى وتوفير مصادر للتنمية والكهرباء؛ ودرء أخطار الفيضانات المدمرة، كنا بحاجة إلى ذاك المشروع المارد؛ الذى جنّب ومازال يُجّنب جمهورية مصر العربية ويلات الفيضانات ومخاطر الجفاف.
وفضلا عن تلك التوسعات فى المصانع الحربية وتحديث ترسانة الإسكندرية، وإقامة المصانع والشركات الكبرى على مستوى الدولة.

وذلك التبدل والتطور حتى الآن ثورة يوليو قد لحق كذلك بالتعليم وما جسمه انتشار الجامعات فى غير مشابه محافظات جمهورية مصر العربية؛ وتوفير وإتاحة إمكانية التعليم في مواجهة متباين أصناف الشعب.

الشرارة الأولى

ويقول د. أحمد غباشى أستاذ الزمان الماضي الحديث بجامعة هليوبوليس: نهضت ثورة 23 تموز للقضاء على الاستعمار وأعوانه والقضاء على الإقطاع وسيطرة رأس المال، وكانت الأحوال قبل الثورة تنبه بقيامها وقد كانت هنالك إرهاصات باعتبار الشرارة الأولى لها.

ومنها: حادث 4 شباط عام 1942 وفيه حاصر الإنجليز قصر الملك فاروق لإرغامه على تعيين مصطفى النحاس بقيادة مجلس الوزراء وكان ذلك الحادث جرس إنذار حيث شاهد الضباط كيف يهان الملك.

ثم كانت نقطة التبدل الكبرى موقعة فلسطين عام 1948 ومحاصرة القوات المسلحة المصرى فى الفالوجا، لأن ماترتب على الهزيمة فى موقعة فلسطين وخاصة مقولة الشهيد البطل أحمد عبد العزيز الذى قال : «ميدان الجهاد الحقيقى هو مصر» وهذه المقولة كانت المبرر فى قيام تنظيم الضباط الأحرار عام 1949.

وقد كان حريق القاهرة سببا مباشرا فى تعلية الأحداث قبل الثورة التى كان مقررا لها أن تقوم سنة 1955 مثلما كتب عبد الناصر فى مذكراته: «حرقت القاهرة وإحراق برفقتها كفاحنا فى القناة لأن أبناء مصر بدأوا عام 1951 مكافحة الإنجليز فى القناة. وكان هذا سببا فى تحديث الثورة، وما أكسب ماكانت تدعى «حركة الضباط الأحرار» طابَع الثورية هو الشعب».

وتابع «غباشي»: كان من أكثر نتائج الثورة القضاء على المال وإشعار علني البلد وتحرير جمهورية السودان عام 1955 وإنهاء الاحتلال البريطانى الذى ظل 72 عاما وإمضاء اتفاقية الجلاء فى 19 أكتوبر 1954كما أن الثورة أحدثت حراكا ثوريا عند كل الشعوب المستعمرة، وعلل هذا من مبادئ الثورة التى تصلح لتحرير كل الأمم المستعمرة فى العالم، مثلما ساعدت على تكوين حركة عدم الانحياز